المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١١٧
ويبدو أنه قد تم الإعداد الدقيق لصنع تاريخ هذه المرحلة وبتروي أثناء حياة النبي، فقول النبي (قربوا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده) لا يستدعي نفور عمر ورده الفوري (لا حاجة لنا بالكتاب حسبنا كتاب الله، ولما أبدى بعض الحاضرين دهشتهم من رد عمر، قال أتباع عمر (القول ما قاله عمر) وأيام وجود أصوات تطالب بأن تتاح الفرصة لرسول الله ليكتب ما يريد قال أتباع عمر بصوت واحد إن النبي يهجر وأكثروا اللفظ) 33 ومن يجرؤ أن يقول في حضرة النبي إنه يهجر غير عمر، فلو لم يقل عمر أولا بهجر النبي، لما تجرء الذين معه على ترديد هذه الكلمة النابية والقاسية وباختصار من غير الممكن عقلا أن تلد هذه المقدمة مثل هذه النتيجة، وأن يكون هذا التوافق بين عمر والذين تضامنوا معه وليد لحظته!!
والظاهرة الثانية أن كل بطون قريش ال 23 وقفت وقفة رجل واحد وشكلت جبهة واحدة بمواجهة أهل بيت النبوة وبني هاشم فمن غير الممكن عقلا أن تكون هذه الوقفة ثمرة تصور انى؟!!! وأنت تلاحظ إن هذه البطون قد وقفت مجتمعة ضد النبوة وحاربته وحاربت دينه وحاربت الهاشميين بكل وسائل الحرب طوال 18 عاما حتى أحيط بها فسلمت أو استسلمت ونطقت بالشهادتين كارهة، واليوم تدعي هذه البطون بأنها الأولى بالإمارة لأن محمدا من قريش!! أما رهطه بني هاشم الذي حاربوا وقفوا معه طوال حياته والذين قاطعتهم هذه البطون نفسها وحاصرتهم بسبب موالاتهم لمحمد فليس لهم من الأمر شئ) 35 والمدهش إن كل المنافقين وقفوا مع بطون قريش وقفة رجل واحد، وصاروا بقدرة قادر من المؤمنين، وكأنهم كانوا ينتظرون موت النبي حتى يهتدوا يوم وفاته!!
وقبضت البطون على مقاليد الأمور، ووقع الخلاف بين الأنصار
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»