المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١١١
من صلاة وصيام وكلام، وإخفاء الحقد على النبي وأهل بيته، والكفر بدينه، وتربص الفرص لنقض كلمة الإسلام من أصولها، وأصبح المنافقون قوة رهيبة، ولكن فاعليتها كانت ملجومة بوجود النبي، وقبول المسلمين بقيادته وولايته كانت مشكلة النفاق من أكبر المشكلات، ومن المدهش أنه بعد موت النبي، اختفت كلمة النفاق، وتبخر المنافقون وكأنهم كانوا ينتظرون موت النبي ليصلحوا أنفسهم قبل أن يرتد إليك طرفك!!!
وعلى الرغم من أن مشكلة النفاق والمنافقين كانت عصية على الحل إلا أن رسول الله قاد سفينة الإسلام بتلك الظروف بكفاءة لا مثيل لها.
ومهما انشغل النبي فلن ينشغل عن مكة ففيها بيت الله الحرام، القاسم المشترك بين قبائل العرب، ومع هذا فإن المشركين حولوا مكة إلى عاصمة للشرك، وقاعدة لجبهة الشرك، يتم فيها التدبير والتخطيط للصد عن سبيل الله، وقد التوت بطون قريش بنار الحرب، وتعرضت طرق تجارتها للخطر، وهي لا تفكر إطلاقا بالاعتراف بمحمد وأتباعه، أو التفاوض معه فقرر صلى الله عليه وآله بعد رؤيا مباركة أن يؤدي العمرة ومعه عدد من أصحابه، وفوجئت بطون قريش بقدوم النبي وأصحابه، وفوجئت بقرار العمرة، وأصرت على منع النبي من أداء العمرة، ولكنها اضطرت أن تتفاوض معه، لأول مرة، وانتهت المفاوضات (بصلح الحديبية) ونتيجة هذه المعاهدة اعترفت بطون قريش بمحمد وآله وأتباعه ولأول مرة ككيان سياسي، يقف معها على قدم المساواة، واعترفت بحق هذا الكتاب باستقطاب
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»