المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١١٠
بقتل النبي، وليضربوه ضربة رجل واحد، فيضيع دمه بين البطون، ولا يقوى الهاشميون على المطالبة بدمه، وشرعوا بالقتل فعلا ليلة هجرة النبي، ولكن الله نجى نبيه، وأفشل مخططات ومؤامرة البطون) 13 وبهذه الهجرة انتهت المرحلة الأولى من المواجهة المرحلة الثانية بدأت هذه المرحلة من اليوم الذي نجا فيه النبي من مؤامرة القتل ومن وصوله إلى المدينة المنورة، وامتدت هذه المرحلة حتى صلح الحديبية) 14 وفي هذه المرحلة قويت جبهة الإيمان بإسلام من أسلم من الأنصار، وكثر عدد الداخلين في دين الإسلام، وتجمعت أكثريتهم في بقعة جغرافية واحدة صارت بمثابة إقليم للدولة الإسلامية وهي المدينة المنورة، وصارت للمسلمين دولة حقيقية ترأسها رسول الله بنفسه، وتولت هذه الدولة تنظيم وقيادة المواجهات العسكرية التي جرت بين جبهة الإيمان وبين جبهة الشرك وسيرت الدولة الإسلامية العديد من السرايا العسكرية التي لم تعهدها جزيرة العرب من قبل، ودخلت الدولة الإسلامية الفتية بحروب طاحنة مع بطون قريش) 15 وخلال هذه الفترة كانت البطون ترفض التفاوض مع النبي، وترفض الاعتراف بكيانه، وتستمر في حملاتها الإعلامية الفاجرة ضده وضد الإسلام، وتحاربه بكل وسائل الحرب، مستعملة نفوذها الأدبي عند العرب لصدهم عن الإسلام ونبيه وفي هذه المرحلة ظهرت ظاهرة النفاق وتتمثل بالتظاهر بالإسلام، والقيام ظاهريا بكل ما يأمر به الإسلام
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»