وفي هذه المرحلة حج النبي حجة الوداع) 30، وقال للناس إنها حجة الوداع، وإنه لن يلقاهم ثانية، وبعد انتهاء مراسم الحج وعودة الناس جمعهم النبي في مكان يدعى غدير خم ليس في بلاد العرب وكان آخر يحمل هذا الاسم، وأعلن أمامهم ولاية الإمام علي، وإمارته على المؤمنين، وتوجه بتاج الإمارة، وطلب من الحاضرين أن يقدموا له التهاني بالإمارة وهكذا كان) 30 / 1 وكان أبو بكر وعمر أول المهنئين) 31 وما أن استقر قليلا حتى أمر بتجهيز بعث أسامة وكلف أبو بكر وعمر أن يلتحقا بالبعث ولعن من يتخلف عن بعث أسامة) 31 ثم مرض مرضه الذي مات منه، وهو على فراش المرض أراد أن يخلص الموقف ليجنبها شرور العواصف التي تتربص وتنتظر موت النبي حتى تنقض وتقتلع كل شئ من جذوره فقال لمن حوله قربوا أكتب لكم كتابا لن تضلوا من بعده أبدا، وما إن سمع عمر كلام رسول الله حتى قال (حسبنا كتاب الله) بمعنى أن المسلمين ليسوا بحاجة إلى كتاب رسول الله، لأن القرآن عندهم، وما إن أتم عمر جوابه حتى قال رجال عمر بصوت واحد القول ما قاله عمر ولما أبدى بعض الحضور استغرابهم قال رجال عمر إن النبي قد هجر (حاشا له) وقال عمر إن النبي قد هجر، وهكذا حالوا بين الرسول وبين كتابة ما أراد، وصعدت الروح الطاهرة إلى بارئها وانتهت تلك المرحلة) 32 المرحلة الرابعة وبدأت منذ اللحظة التي حالوا فيها بين رسول الله وبين كتابة ما أراد وامتدت حتى قتل عثمان بن عفان الخليفة الثالث
(١١٦)