المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٠٩
الشائعات بين سكان مكة، ولكن السكان لم يقطعوا الشك باليقين حول صحة هذه الشائعات أو عدم صحتها إلا بعد صعوده صلى الله عليه وآله على الصفا وإعلانه للنبأ العظيم) 5 بعد أن انتشرت وقائع اجتماع الهاشميين في بيت النبي، وإعلانه لبشائر النبوة والرسالة والكتاب، واختياره عليا بن أبي طالب وليا لعهده، هنالك بالذات بدأت المرحلة الأولى من المواجهة وهي مرحلة الدعوة العلنية في مكة والتي امتدت عشر سنين مبتدئة بالإعلان عن النبأ العظيم ومنتهية بنجاح النبي بالهجرة من مكة إلى المدينة) 6 وتتميز هذه المرحلة بأنها مواجهة مضغوطة، ونفسية بطابعها العام، فقد فهمت بطون قريش ال 23 جدية الموقف الهاشمي وعزم الهاشميين على حماية النبي ودعوته، وأن الهاشميين سيقاتلون حتى آخر رجل منهم إذا ما قامت البطون بقتل محمد) 7 لذلك لجأت البطون إلى المفاوضات والإغراء) 7 / 1 وحصار ومقاطعة بني هاشم) لتحملهم على التخلي عن محمد لتنفرد به وتقتله، وشنت على النبي وعلى دينه حملات إعلامية منظمة) 8 واستغلت البطون نفوذها الأدبي عند العرب وصدت عن سبيل الله، ونفرتهم من رسوله) 9 وضيقت على الذين اتبعوه من أبناء البطون وعذبت من لا بطون لهم تحميهم عذابا أليما) 10 وبذلت جهودها لإرجاع الذين هاجروا إلى الحبشة لتفتنهم عن دينهم) 11.
وفكرت جديا بقتل النبي سابقا ولكنها تخلت عن فكرة قتله أمام جدية الموقف الهاشمي) 12 ولما أيقنت بإسلام جزء من أهل يثرب، ومن عزم النبي على الهجرة، اتفقت بطون قريش على اختيار عدد متساو من رجالات البطون ليشتركوا
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»