المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٠٢
ولم يطل مقام النبي بعد نصر الله له والفتح، فمرض، وأراد أن يلخص الموقف فتصدى له عمر بن الخطاب كما يروي البخاري ومسلم وقال: عندنا كتاب الله، ولا حاجة لنا بكتاب آخر، وردد أعوانه من خلفه القول ما قال عمر أن النبي يهجر (حاشا له) ونجح عمر وأتباعه بالحيلولة بين النبي وبين كتابه ما أراد) 31 ومن المثير للدهشة حقا أن بني أمية قاطبة، وعمرو بن العاص وكل الطلقاء كانوا مع عمر ومع أبي بكر وضد بني هاشم، وضد الإمام علي، ومع مبدأ الحيلولة بين أن يجمع الهاشميون مع النبوة الخلافة، وهكذا اتحدت البطون مرة ثانية ضد محمد وضد بني هاشم، ولكن هذه المرة تحت مظلة الإسلام أما المرة الأولى فقد اتحدت البطون ضد محمد وضد بني هاشم ولكن تحت مظلة الشرك!!!
وصار عمرو قائدا من قادة جيوش الخليفة، وتألق نجم الرجل، وتوطد سلطانه، وكثر ماله، وتربع على ولاية مصر طوال عهدي أبي بكر وعمر، وجاء عثمان وعزله بعد فترة من بدء وولى عبد الله بن أبي السرح مكانه، فنقم على عثمان وأخذ خلاف يحرض على قتله، وبعد أن قتل عثمان وبويع الإمام علي أدرك أن نجمه أفل لا محالة وبعد مشاورات بينه وبين معاوية وبعد مساومات انتهت بأن تكون مصر لعمرو بن العاص والخلافة لمعاوية) 32 ومضى الخليفتان قدما ونجحا بالخروج من الشرعية، وبتفرق الخاصة وجهل العامة لما رفعت المصاحف على الرماح يوم صفين قال علي عليه السلام (عباد الله أنا أحق من أجاب إلى كتاب الله ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن إني أعرف بهم منكم، حجتهم أطفالا، وحجتهم رجالا، فكانوا
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»