الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٦٩
يأتيه فيغريه بمعاوية، ويعيب قوله: المال مال الله ويوهم إن في ذلك احتجانه للمال وصرفه على المسلمين حتى عتب أبو ذر في ذلك معاوية فاستعتب له وقال:
سأقول ما للمسلمين وأتى ابن سبأ إلى أبي الدرداء وعبادة بن الصامت بمثل ذلك فدفعوه، وجاء به عبادة إلى معاوية وقال:
هذا الذي بعث عليك أبا ذر (85) ".
2 / ثم استأذن أبو ذر عثمان في الخروج من المدينة وقال: " إن رسول الله (ص) أمرني بالخروج منها إذا بلغ البناء سلعا فأذن له ونزل الربذة وبنى بها مسجدا وأقطعه عثمان صرمة من الإبل وأعطاه صعلوكين وأجرى عليه رزقا، وكان يتعاهد المدينة.
فعد أولئك الرهط خروج أبي ذر فيما ينقمونه على عثمان مع ما كانوا يعدون عليه من إعطاء مروان خمس مغانم إفريقيا، والصحيح أنه اشتراه بخمسمائة ألف فوضعها عنه ".
من خلال الفقرتين، يتبين أن أبا ذر كان رجلا ظاهريا لا يأخذ بباطن الأمور.
فهو إذن ينقصه العلم بالأحكام والدراية بقضايا الشريعة. وأن عبد الله بن سبأ أغرى أبا ذر وأوهمه بما يجعله يعاتب معاوية فاستعتب له هذا الأخير. وإنهم أتوا ب‍ عبد الله بن سبأ إلى معاوية قائلين له: هذا الذي بعث عليك أبا ذر ثم إن خروج أبي ذر إلى الربذة، كان اختيارا منه وذلك بعهد من رسول الله (ص) وأقطعه عثمان ما يكفيه من الإبل وأعطاه ما يفضل عنه من الرزق فهو لم يكن ذا حاجة وإن اتهام عثمان بإخراج أبي ذر كان من ادعاء ذلك الرهط.
لنبدأ بطرح رأينا حول هذه العبارة ونفككها لنقف عند حقيقتها.
أولا: إن أبا ذر بشهادة الرسول (ص) كان أصدق لهجة.. كما جاء في الرواية الشهيرة:
" ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر ".

(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235