تحت ظلال الشجرة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يبعث الله أمراء كذبة. ووزراء فجرة. وأمنا خونة وقراء فسقة. سمتهم سمة الرهبان. وليس لهم رغبة. فيلبسهم الله فتنة غبراء مظلمة يتهوكون (198) فيها تهوك اليهود في الظلم (199).
لقد بدأ بنو أمية الطريق وحصنوا أنفسهم على حساب غيرهم فتحت شعار الفتوحات وضعوا أعينهم على خزائن المال. كانت هذه خطوتهم الأولى.
أما الخطوة الثانية فلقد جاءت على حساب الصحابة. وذلك أنهم وضعوا الصحابة في مرتبة القداسة. وبما أنهم ممن ينطبق عليهم تعريف الصحابي. فقد دخلوا حظيرة هذه القداسة التي تقول بعدالة الصحابة وعدم اجتماعهم على ضلالة.
فالتشكيك فيهم يعني التشكيك في الصحابة. ونحن بدورنا لا ننكر فضل الصحابة. ولكن أي صحابة؟ إن القرآن الكريم وصف دوائر منهم بالنفاق والخروج على الرسول ورسالته كما جاء في سورة التوبة ووصف دوائر منهم بالفسق وفضح مؤامراتهم ودسائسهم التي كانوا يحيكونها في الظلام كما فضح تخاذلهم عن نصرة الرسول في بعض الغزوات وتجسسهم عليه إلى غير ذلك مما نص عليه القرآن. هذا بالإضافة إلى عشرات الأحاديث التي اختارها أصحاب الصحاح ووصفتهم بالارتداد عن الدين والتمرد على أصوله ومبادئه بنحو لا يدع مجالا للريب. والتاريخ أثبت في أن العديد منهم كان كغيرهم من سائر الناس.
فيهم الصالح والظالم والمنافق ومن قذفت به النزعات والأهواء إلى أسفل درك من الانحطاط والتدهور. ولقد أخبر رسول الله بأن هذا التدهور سيقود أصحابه إلى فتنة غبراء مظلمة يتهوكون فيها تهوك اليهود في الظلم. إن الصحابة الذين لا ينكر فضلهم هم من حدث التاريخ أن أعمالهم وأقوالهم خرجت من تحت ظلال القرآن الكريم. ومن لم يأت ذكره في التاريخ وثبت أنه من الصحابة فله نصيب وافر من