درجتي في الجنة) " (186) ونظر النبي إلى الحسن والحسين وفاطمة وقال: (أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم) " (187) والحسين قتل عندما هب عام ستين الذي حذر منه النبي ليوقف زحف طوفان الانحراف والشذوذ. ففي هذا العام سنة ستين أخذ معاوية البيعة لابنه يزيد (188) بعد أن دس السم للحسن وكان قد صالح الحسن على أن يكون للحسن الأمر من بعده. وعندما خرج شهيد الأمة الحسين بن علي ليوقف تدوين عصور السفهاء. لم يفهم الكثرة حقيقة هذه الحركة. لأن معاوية حاصر هذه الكثرة بثقافة سب علي بن أبي طالب على المنابر. حتى أن أم سلمة قالت لعبد الله الجدلي: أيسب رسول الله صلى الله عليه وآله فيكم؟ فقال: معاذ الله. فقالت. سمعت رسول الله يقول من سب عليا فقد سبني (189) وكان الإمام علي قد أخبر عن هذه الثقافة فقال: إنه سيأتيكم رجل يدعوكم إلى سبي وإلى البراءة مني. فأما السب فإنه لكم نجاة ولي زكاة.
وأما البراءة فلا تبرأوا مني فإني على الفطرة) " (190) فمعاوية حاصر الكثرة بثقافة السب التي تكاتفت مع ثقافة القصاص في المساجد ومن وراء هذا وذاك المال الذي سال على كل جانب. ووفقا لهذا لم تفهم الكثرة حركة الحسين التي تستقيم مع حركة الدعوة. وقتل الحسين. والكثرة يلعقون من فوق موائد معاوية ما يشتهون. ولم يعد للإمام علي ذكر في عالم السب. وروي أنه قيل لزعيم من زعماء الرأي والعقل من أهل الشام: من أبو تراب هذا الذي يلعنه الإمام على المنبر؟ قال: أراه لصا من لصوص الفتن (191) فإذا كان الأكثر علما في عالم بني أمية لا يعلم من هو علي بن أبي طالب فما هو الفرق بينه وبين من صلى الجمعة يوم الأربعاء وفي عالم يزيد بن معاوية نصبت مجزرة لأهل المدينة بعد مجزرة الحسين. وذلك عندما خلعه أهل المدينة لما رأوا من فسوقه. وروي أن