الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٤٧٥
عنهم (141).
هكذا تحدث غلمان ثقافة الرأي والتأويل. الغلمان الذين تغذوا على ثقافة الوليد بن عقبة ونديمه النصراني أبو زبيد الطائي. لقد قطع الغلمان شوطا مع أمير المؤمنين وفي منتصف الطريق عصوه وفي نهايته كفروه لعنهم الله. وكان تخاذل الغلمان سببا في أن أهل الشام سلموا على معاوية بالخلافة. وعندما اشتغل أمير المؤمنين بالخوارج اشتغل معاوية بالإغارة على أعمال أمير المؤمنين هنا وهناك. وكان يشعر بالفخر عندما تحمل إليه الأخبار أن بسر بن أرطاة يمزق أحشاء الأطفال والنساء الذين يوالون علي بن أبي طالب. لقد فتح غلمان الرمز والشعار الخالي من الشعور على أمير المؤمنين جبهة وفتح الذين صلى بهم معاوية الجمعة يوم الأربعاء جبهة أخرى. وأصبح الإسلام بين نابين ناب يقتل باسم الدين والدين منه برئ. وناب يبث سموم هواه المزخرفة بالذهب والفضة ويرفع راية الدين والدين من برئ. لقد تكاتفوا ليقيضوا الصراط المستقيم ويقع الكثرة في مهاوي الضلال. وبدأ أمير المؤمنين في قتال الخوارج. وبعد أن نصره الله عليهم قال: (إن خليلي أخبرني أن قائد هؤلاء رجل مخدج اليد. على حلمة ثديه شعرات كأنهن ذنب اليربوع. فالتمسوه) فلم يجدوه. فجعل يقول: إقلبوا ذا. إقلبوا ذا. فقالوا يا أمير المؤمنين لم نجده. فقال ما اسم هذاء المكان؟
قالوا: النهروان. قال: صدق رسول الله وكذبتم إنه لفيهم. فالتمسوه. فوجدوه وجاؤوا به وعليه العلامة التي قد قالها لهم. فكبر علي عليه السلام. وعندما سمع أحد أبنائه يقول. الحمد لثه الذي أراح أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من هذه العصابة. قال أمير المؤمنين: لو لم يبق من أمة محمد إلا ثلاثة لكان أحدهم على رأي هؤلاء. أنهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء (142).
لقد كشف أمير المؤمنين عن مناهج ثلاث داخل البيت الإسلامي:
أحدهما. على رأي الخوارج.
والثاني. على رأي أهل الشام.

(141) ابن الأثير: 174 / 3.
(142) رواه الطبراني في الأوسط (كنز: 291 / 11).
(٤٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 ... » »»
الفهرست