قال عليه الصلاة والسلام. (تعوذوا بالله من رأس الستين ومن إمارة الصبيان " (179) وقال: " تعوذوا بالله من رأس السبعين " (180) فمن هنا يبدأ الطوفان الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يكون خلق من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم يكون خلفا يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم. ويقرأ القرآن ثلاثة. مؤمن ومنافق وفاجر " (181) فالمنافق كافر به. والفاجر يأكل به. والمؤمن يؤمن به وعلى أكتاف هؤلاء تأتي أشد الفتن. وسئل حذيفة: أي الفتن أشد؟ قال: أن يعرض عليك الخير والشر لا تدري أيهما تركب (182) فالجميع يقرأون القرآن والجميع يقول من أقرأ منا؟ من أفقه منا؟ من أعلم منا؟ إنها كارثة الكوارث. في عالم اختلفت فيه الأمة ضروبا من الاختلاف. في الأصول والفروع وتنازعوا فيها فنونا من التنازع في الواضح والمشكل من الأحكام والحلال والحرام والتفسير والتأويل والعيان والخبر والعادة والاصطلاح. إنه عالم يحق فيه البكاء بلا احتجاز عملا بقول الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم:، لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله " (183) فغير أهله يحفرون العوائق أمام الفطرة الإنسانية. وغير أهله هم الذين قتلوا أهله. قتلوا الإمام. ودسوا السم للحسن. وقتلوا الحسين في أبشع مجزرة في تاريخ الإسلام. حتى أن إبراهيم النخعي قال: لو كنت فيمن قاتل الحسين ثم دخلت الجنة لاستحيت أن أنظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم (184) وفي الصحيح أن النبي قال عن الحسن والحسين: (هما ريحانتاي من الدنيا " (185) وقال: (من أحبني وأحب هذين وأباهما كان معي في
(٤٨٣)