الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٤٧٩
معاوية. ثم قال: قم يا حسن فكلم الناس. فتشهد ثم قال: أيها الناس إن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا. وإن لهذا الأمر مدة. والدنيا دول (" وأن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) ثم استغفر ونزل (157).
5 - ظلال الشجرة الخبيثة:
لقد ظلمت الرعية قيادتها. ولو كانت القيادة تحب الغدر وتعمل به ما وقف في وجهها أحد. ولكن مهمة القيادة رفع أعلام الحق. وعلى الرعية أن تهرول إلى هذه الأعلام. لأن دين الله لا إجبار فيه. فإذا التفت الرعية أخذت القيادة القرار الذي يناسب هذا الالتفاف. وكل إنسان يقدم لنفسه وكل إنسان محاسب أمام الله عما قدم. لقد ذكرهم الإمام بأنه ولي رسول الله وأنه يقاتل معارك التأويل التي زرع شجرتها القص والرأي ولكن المساحة العريضة لم تفهم هذا المعنى لأنهم كانوا يزينون الأمور في أغلب الأحيان برأيهم. ألم تر أنهم قالوا لأمير المؤمنين عند رفع المصاحف! أجب إلى كتاب الله وإلا دفعنا برمتك إلى القوم. إن الجيل الذي يقول مثل هذه الكلمة لعلي بن أبي طالب جيل ميؤوس منه عجنت نفسيته بماء اغتسل منه جبابرة قوم نوح وعاد وثمود الذين عقروا الناقة.
وعندما جاء الحسن بن علي وجد في الجيل الذي عاصره مجموعة من اللصوص أخبرهم أنه من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. ولكن لا حس لأن السواد الأعظم سار على أهداف دائرة الرجس التي حذر القرآن منها.
ومن أخذ مال من رجس لا ينظر إلى تطهير. وقضى الله أنه من يأخذ درهما أو دينارا في فتنة طبع الله على قلبه بطابع النفاق.
لقد كافح بني أمية منذ فتح مكة من أجل هذا اليوم. كافح طابورهم الذي يرتدي ملابس الإسلام ويمشي بين الناس بشهادته. وازداد هذا الكفاح استعارا عندما ألغى عمر بن الخطاب سهم المؤلفة قلوبهم. وهو من الأحكام الشرعية التي وردت في القرآن وذلك في قوله تعالى: (وإنما الصدقات للفقراء والمسكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم) " ولقد كان الرسول يمنح هؤلاء من

(٤٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 ... » »»
الفهرست