للمس الذي هو العلم دون الطهارة من الخبث أو الحدث) (381).
إن داخل البيت الإسلامي فريقان: فريق دسه معسكر الانحراف والأهواء وفريق أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وكتاب الله يقرأه هذا وذاك. ومس الكتاب عند فريق يقود إلى تأويل الكتاب بحيث لا يكون الإسلام إلا اسما ولا يكون القرآن إلا رسما. بينما يكون عند فريقا آخر مرشدا للبشرية ليس بها نحو أهداف الله. ولأن الرسالة الخاتمة لها أهداف. فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرن كتاب الله بالعترة الطاهرة وأعلن أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. أما فريق اللاهدف واللاغاية فلقد أخبر النبي بأنهم عند الحوض سيقال لهم سحقا سحقا كما بينا من قبل. ولأن تأويل القرآن ووضعه في غير مواضعه وكذا ادعاء إنسان ما أنه أحق بالتأويل من الذين نص عليهم رسول الله بعد أمرا خطيرا تترتب عليه أمور خطيرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أكثر ما أتخوف على أمتي بعدي رجل يتأول القرآن. فيضعه على غير مواضعه. ورجل يرى أنه أحق بهذا الأمر من غيره " (382) لقد حاصر كتاب الله دوائر الرجس والنجس. وحذر من الاقتراب من هذه الدوائر. وأمر كتاب الله بالجماعة. ولا جماعة إلا بإمام مشهود له بالعلم من رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. " لا يقوم بدين الله. إلا من حاطه من جميع جوانبه " (383) وكما أن هناك جماعة يقودها إمامها إلى الجنة ففي البيت الإسلامي أيضا جماعات يقودها أئمتها إلى النار فعن حذيفة قال: سألت رسول الله (ص): هل بعد ذلك الخير من شعر؟ فقال: " نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها " قلت:
صفهم لنا؟ قال: (هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " قلت: فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة؟ قال: " فاعتزل تلك الفرق كلها. ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " (384) في هذا الحديث كشف الستار عن