لأعمالهم. لقد كان النبي في أيامه الأخيرة يدفع العذاب بغرس التوحيد في النفوس والدعوة إلى الإعتصام بكتاب الله وسنته التي يبلغها عنه من لا يكذب عليه. والروايات عن أيامه الأخيرة صلى الله عليه وآله وسلم عديدة. منها روايات تتحدث عن بعث أسامة. حيث وضع النبي كل كبار الصحابة عدا عليا تحت قيادة أسامة بن زيد. وأمرهم بالخروج ولكن بعض الصحابة استصغروا أسامة في قيادة هذه الحملة العسكرية وطعنوا فيه. فقال لهم النبي: " إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل " (385) قال في فتح الباري (386). كان الطاعن فيه من ينتسب إلى النفاق، وبعد أن قال رسول الله ذلك رفض ما ذهبوا إليه وطالبهم بالخروج. ومات النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن تخرج حملة أسامة. ولم تخرج هذه الحملة إلا في عهد أبي بكر. وروايات الطعن في أسامة واستصغاره رغم تعيين الرسول له. رايات كثيرة ترى في كتب التراجم والسير والحديث.
ومن روايات الأيام الأخيرة ما رواه الإمام أحمد عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. دعا عند موته بصحيفة ليكتب كتابا لا يضلون بعده. فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها (387) وجاء في صحيح، البخاري عن ابن عباس قال: لما حضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال: هلم أكتب إليكم كتابا لن تضلوا بعده. قال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع. وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله. واختلف أهل البيت. واختصموا فمنهم من يقول. قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده. ومنهم من يقول ما قاله عمر. فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قوموا عني " (388) وروى الإمام