وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (319) من هذا نعلم وفقا للكتاب والسنة أن دائرة الطهر دائرة معروفة ومحددة. ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وآله يعلن على الملأ في كل مكان " أحبوا الله تعالى لما يغذوكم من نعمه. وأحبوني بحب الله. وأحبوا أهل بيتي بحبي " (320) وقال. " لكل نبي عصبة ينتمون إليه إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم " (321) ودائرة أهل البيت وإن كانت دائرة واسعة تضم أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعض أصحابه ومنهم سلمان الفارسي كما تضم أقاربه. إلا أن دائرة فاطمة وعلي عليهما السلام هي مركز الحركة التي تقود إلى أهداف الإسلام. ولذا أفاضت الأحاديث في الدعوة للالتفات من حولهم والتعلم منهم ومن هذه الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم. " أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا. كتاب الله وعترتي أهل بيتي " (322). بل أنه صلى الله عليه وآله وسلم قام بتذكير الأمة بهذا الأمر وهو على وشك الرحيل من الدنيا. فعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال. (إني أوشك أن أدعى فأجيب (323) وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض. وعترتي أهل بيتي. وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. فانظروني بم تخلفوني فيهما " (324) وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم. قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة. فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر. ثم قال: " أما بعد.
ألا أيها الناس. فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب. وأنا تارك فيكم