الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٤١٧
ثقلين. أولهما كتاب الله تعالى. فيه الهدى والنور. فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي - قالها ثلاثا (325).
ولما كان علي بن أبي طالب قطبا أصيلا في دائرة أهل البيت الذين أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بهم أفاضت الأحاديث التي تحدد موضع قدم علي بن أبي طالب في هذه الدائرة. ومن هذه الأحاديث. عن زيد بن أرقم.
قال: لما رجع رسول الله من حجة الوداع. وترك غدير خم. أمر بدوحات فقممن. ثم قال: " كأني دعيت فأجبت. إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي. فانظروا كيف تخلفوني فيهما. فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال. الله مولاي. وأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي. فقال.
من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " قال ابن كثير: تفرد به النسائي من هذا الوجه وقال الذهبي وهذا حديث صحيح (326) وعندما سئل أرقم: هل سمعت هذا من رسول الله؟ قال: ما كان في الدوحات أحدا إلا رآه بعينه وسمعه بأذنه (327) وروى ابن جرير عن حذيفة بن أسيد أن رسول الله قال في هذا اليوم: " ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق. وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: نشهد بذلك. قال اللهم إشهد. ثم قال: أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم. فمن كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (328). وفي قول الله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين) (329) اختلف المفسرون في مكان نزولها فمنهم من قال: إنها نزلت في مكة. وقال آخرون: نزلت في المدينة.

(٣٢٥) البغوي في التفسير ٦٥٠٠ / ٥، سنن ابن عاصم ٦٤٣ / ٢.
(٣٢٦) البداية والنهاية / ابن كثير: ٥٠٩ / ٢.
(٣٢٧) البداية والنهاية: ٢٠٩ / 5، سنن ابن عاصم: 644 / 2.
(328) ابن جرير (كنز العمال: 290 / 5).
(329) سورة المائدة، الآية: 67.
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»
الفهرست