الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٤٢٣
إلا بعلم. ولقد أثبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم العلم لعلي في أكثر من موضع منه ما قاله لفاطمة عليها السلام. " أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما " (356) وكان علي يقول: " والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت وأين نزلت. وعلى من نزلت. إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا صادقا " (357) وكان يقول. " اسألوني قبل أن تفقدوني " (358) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: قد أجمع الناس كلهم إنه لم يقل أحد من الصحابة ولا أحد من العلماء هذا غير علي بن أبي طالب عليه السلام وفقه علي وغزارة علمه شهد به عمر بن الخطاب حين قال: " علي أقضانا " (359). فمن هذا وذاك لا يستغرب أن يكون عليا من دون الناس هو ولي المؤمنين بعد رسول الله. فهو حامل علوم رسول الله. وبالعلم وحده تبلغ الدعوة هدفها وتصل بالبشرية إلى أهداف الإسلام. كما وصف بأنه أعظم حلما والحلم مفتاح للصبر والصبر فيه نجاة للفطرة. والحليم لا يرفع سيفه إلا إذا كان آخر الدواء الكي ولم يكن العلم والحلم والشجاعة هي كل خصائصه وإنما زود الله تعالى عليا بمنقبة هي عين مهمته في مجابهة المنافقين فعن علي إنه قال. " عهد إلي النبي الأمي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " (360) وعن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن " (361) فهذه المنقبة أقامت جدارا بين الإيمان وبين النفاق. وبهذه المنقبة يكتمل البناء وتقوم الحجة بعد أن مهد الإسلام الطريق أمام

(٣٥٦) رواه أحمد وقال الهيثمي رواه أحمد والطبراني. وفيه خالد بن طهمان وثقه أبو حاتم وغيره وبقية رجاله ثقات (الفتح الرباني: ١٣٣ / ٢٣).
(٣٥٧) تاريخ الخلفاء: ص ١٧٣.
(٣٥٨). تاريخ الخلفاء. ص ١٢٤، الحاكم في المستدرك: ٤٦٦ / ٢، الإصابة:
(٣٥٩) قال في خت الخفاء: رواه البخاري وأحمد عن ابن عباس بلفظ " قال عمر علي أقضانا وأبي أقرؤنا) رواه الحاكم وصححه من ابن مسعود بلفظ كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي) كشف الخفاء: ١٨٤ / ١.
(٣٦٠) رواه أحمد. ومسلم في كتاب الإيمان والترمذي في المناقب.
(361) رواه أحمد.
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»
الفهرست