هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت أم سلمة:
فأدخلت رأسي البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال: " إنك إلى خير إنك إلى خير " (302).
وحديث أم سلمة روي من طرق عديدة وذكره أصحاب التفاسير في تفاسيرهم (302) وقال ابن جرير الآية نزلت في فاطمة وعلي وأولادهما (303) ونظرا لأهمية الحدث وما سيترتب عليه كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يبث معرفته بين أزواجه من جهة وبين بقية المسلمين من جهة أخرى. وعلى سبيل المثال ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة. وعليه مرط مرحل من شعر أسود. فجاء الحسن بن علي ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله.
ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (304) ولكي يحدد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه من هم أهل بيته. كانوا عندما يجتمعون لصلاة الفجر في مسجده. ينادي فاطمة وعلي وأولادهما ليسمع من في المسجد صيغة النداء. وهذا ما رواه الإمام أحمد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة رضي الله عنها ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول الصلاة يا أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (305) وعلى الرغم من هذا البيان الذي شهد به أمهات المؤمنين - أخرى عنده ليس فيها مجهول كما صرح بذلك عبد الملك في نفس الحديث. قال وحدثني أبو ليلى عن أم سلمة. ورواه أيضا ابن جرير من طرق كثيرة ليس فيها مجهول يعضد بعضها بعضا ورواه الحاكم وصححه وأقره الذهبي (الفتح الرباني:
238 / 18) -