الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ١ - الصفحة ١٣٠
وقيل إن المغيرة بن شعبة قال له ذلك - كما أشرنا من قبل - والله أعلم (1).
وأيا " ما كان الأمر، فإن الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إنما كان أول من تلقب بهذا اللقب، الذي كان يتمشى مع عهد الفتوح، لما في ذلك اللفظ من معنى السلطتين - الحربية والإدارية - (2).
وفي رواية ابن الجوزي (3) عن محمد بن سعد قال: قالوا: لما مات أبو بكر، وكان يدعى خليفة رسول الله، قيل لعمر: خليفة خليفة رسول الله، فقال المسلمون: فمن جاء بعدك سمي، خليفة خليفة رسول الله، فيطول هذا، ولكن اجتمعوا على اسم يدعى به الخليفة، ويدعى به من بعده فدعي أمير المؤمنين، فهو أول من سمي بذلك.
وعن ابن شهاب: أن عمر بن عبد العزيز (99 - 101 ه‍ / 717 - 720 م) سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة: لم كان أبو بكر يكتب من أبي بكر، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كان عمر يكتب من بعده من عمر بن الخطاب، خليفة أبي بكر؟ ومن أول من كتب أمير المؤمنين؟
فقال: حدثتني جدتي الشفاء - وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر إذ دخل السوق دخل عليها - قالت: كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين أن

(١) ابن الأثير: أسد الغابة ٤ / ١٧٠ (كتاب الشعب - القاهرة ١٩٧٠).
(٢) حسن إبراهيم: المرجع السابق ص ٤٣٩.
(٣) ابن الجوزي: هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، وينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق، اختلف في تاريخ مولده فيما بين عامي ٥٠٨، ٥١١ ه‍ (أي حوالي عام ١١١٦ م)، وتوفي ليلة الجمعة ١٢ رمضان عام ٥٩٧ ه‍ ببغداد وكان ابن الجوزي علامة عصره، وإمام وقته في الحديث والوعظ، صنف في فنون عديدة، و له التفسير (زاد المسير في علم التفسير، في أربعة أجزاء)، وفي التاريخ (المنتظم) وله في الحديث تصانيف كثيرة، فله الموضوعات (أربعة أجزاء)، وتلقيح فهوم الأثر (على وضع كتاب المعارف لابن قتيبة، وانظر عن ابن الجوزي (وفيات الأعيان 3 / 140 - 142، عبر الذهبي 4 / 297، شذرات الذهب 4 / 329 - 331، مقدمة كتابه:
تاريخ عمر بن الخطاب لأسامة عبد الكريم).
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست