أخيرا أشرقت الروح - لمياء حمادة - الصفحة ٣٠
إنها قد تزوجت قبله صلى الله عليه وآله برجلين، ولها منهما بعض الأولاد. وهما عتيق بن عابد المخزومي وأبو هالة التميمي.
أما نحن فإننا في شك من دعواهم تلك، ونحتمل جدا أن يكون كثيرا مما يقال في هذا الموضوع قد صنعته يد السياسة، إننا لا نريد أن نسهب في الكلام عن اختلاف اسم أبي هالة هل هو النباش بن زرارة أو عكسه، أو هند أو مالك وهل هو صحابي أم لا.
ولا في كون هند الذي ولدته خديجة هو ابن هذا الزوج أو ذاك.
فإن كان ابن عتيق هو أنثى وإلا فهو ذكر... وأنه هل قتل مع علي في حرب الجمل، أو مات بالطاعون في البصرة... ولا نريد أن نطيل بذلك وإنما نكتفي بتسجيل الملاحظات التالية:
أولا: قال ابن شهرآشوب: (... وروى أحمد البلاذري، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما، المرتضى في الشافي، وأبو جعفر في التلخيص: أن النبي صلى الله عليه وآله تزوج بها، وكانت عذراء.
يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع: أن رقية وزينب كانت ابنتي هالة أخت خديجة.) (1).
وثانيا: قال أبو القاسم الكوفي: (إن الاجماع من الخاص والعام، من أهل الأنال (الأثارظ) ونقلة الأخبار، على أنه لم يبق من أشراف قريش، ومن ساداتهم، وذوي النجدة منهم، إلا من خطب خديجة، ورام تزويجها، فامتنعت على جميعهم من ذلك، فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله غضب عليها نساء قريش وهجرنها، وقلن لها: خطبك أشراف قريش، وأمراؤهم فلم تتزوجي أحدا منهم وتزوجت محمدا يتيم أبي

(١) مناقب آل أبي طالب ج ١ / ص 159، البحار، قاموس الرجال.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست