الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٣٧٤
وجاء في إنجيل برنابا " إذا أخطأ أخوك إليك فاذهب وأصلحه، فإذا هو اصطلح فتهلل، لأنك قد ربحت أخاك.. إنك كل مرة تصلح أخاك بالرحمة، تنال رحمة من الله، وتثمر كلماتك بعض الثمر، ولكن إذا فعلت ذلك بقسوة، يقاصك عدل الله بقسوة، ولا تأتي بثمر (1).. "!
" اعلموا ما المراد بالصديق، لا يراد بالصديق إلا طيب النفس، وهكذا كما أنه يندر أن يجد الإنسان طبيبا ماهرا يعرف الأمراض ويفقه استعمال الأدوية فيها، هكذا يندر وجود أصدقاء يعرفون الهفوات، ويفقهون كيف يرشدون للصلاح، ولكن هناك شرا، وهو أن لكثيرين أصدقاء يغضون الطرف عن هفوات صديقهم، وآخرين يعذرونهم، وآخرين يحامون عنهم بوسيلة عالمية، ويوجد أصدقاء - وذلك شر مما تقدم - يدعون أصدقاءهم ويعضدونهم بارتكاب الخطأ، وستكون آخرتهم نظير لؤمهم، احذروا من أن تتخذوا أمثال هؤلاء القوم أصدقاء.. ليكن صديقك يقبل الإصلاح، كما يريد هو أن يصلحك، وكما أنه يريد أن تترك كل شئ، حبا في الله فعليه أن يرضى بأن تتركه لأجل خدمة الله.. فمتى اخترت لك صديقا.. فانظر أولا، لا إلى نسبه الحسن ولا إلى أسرته الحسنة، ولا إلى بيته الحسن، ولا إلى ثيابه الحسنة، ولا إلى شخصه الحسن، ولا إلى كلامه الحسن أيضا، ولأنك حينئذ تغش بسهولة، بل انظر كيف يخاف الله، وكيف يحتقر الأشياء الأرضية، وكيف يحب الأعمال الصالحة، وعلى نوع أخص كيف يبغض جسده.. ولا يجب عليك أيضا أن تحب صديقا كهذا بحيث أن حبك ينحصر فيه، لأنك تكون عابد صنم، بل أحبه كهبة وهبك الله إياها.. هكذا يجب أن تفعل بصديق شر منك، فاتركه في الأشياء التي يكون فيها عزة لك، إذا كنت لا تود أن تتركك رحمة الله (2) "، " لا يجب على الأصدقاء أن يبكوا متى مات صديق، لأن إلهنا أراد ذلك، بل ليبك بدون انقطاع متى أخطأ، لأن النفس تموت (3) "!

(1) راجع ص 136 و 137 من إنجيل برنابا.
(2) راجع ص 133 و 134 و 135 من إنجيل برنابا.
(3) راجع ص 290 من إنجيل برنابا.
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»