أو يعد كلا منهما أن ينصره، أو يثني على كل منهما في معاداته، فإذا خرج من عنده يذمه!
وينهى عن المدح في بعض المواضع، فالمادح قد يفرط، فينتهي به إلى الكذب، وقد يكون منافقا، لأنه بالمدح مظهر للحب وقد لا يكون مضمرا له ولا معتقدا لجميع ما يقوله، وقد يقول ما لا يتحققه، وقد يفرح الممدوح وهو ظالم أو فاسق (1)!
* * * وجاء في إنجيل برنابا: " إنكم عندما تسوفون قائلين سأفعل غدا كذا..
دون أن تقولوا إن شاء الله، فأنتم لصوص (2) "، " أقول لك يا برنابا إنه متى تكلم إنسان عما سيهب الله لقريبه، فليقل إن قريبه يستأهله، ولكن لينظر متى تكلم عما سيعطيه الله إياه أن يقول: " إن الله سيهب لي "، ولينظر جيدا أن لا يقول: " إني أستأهله "، لأن الله يسر أن يمنح رحمته لعبيده، متى اعترفوا أنهم يستأهلون الجحيم (3) "!
" إن الكذب خطيئة (4) "، " إذا كنتم قد أخطأتم وتنكرون خطيئتكم، داعين أنفسكم أبرارا، فأنتم غير أبرار، وإذا كنتم تحسبون أنفسكم في قلوبكم أبرارا، وتقولون بلسانكم إنكم خطاة، فتكونون إذا أبرارا غير أبرار مرتين (5)!
" الحق الحق أقول لكم، إنه يجب على قلبكم، أن يقول كلما تنفس جسدكم " الحمد لله (6) "، " احذروا من أن تضحكوا من أحد، لأنكم تبكون بسببه (7) "،