الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٣٦٩
" يجب أن يمهل الخاطئ ليتوب، ما دام له نفس تتنفس وراء أسنانه، لأنه هكذا يمهل إلهنا القدير الرحيم، إن الله لم يقل إني أغفر للخاطئ في الساعة التي يصوم ويتصدق ويصلي ويحج فيها، وهو ما قام به كثيرون، وهم ملعونون لعنة أبدية، ولكنه قال في الساعة التي يندب فيها الخاطئ خطاياه، أنسى إثمه، فلا أذكره بعد (1).. ".
" جاهدوا أنفسكم، واعرفوا خطاياكم "، " أنت أيها الإنسان! أتفتخر أنك فعلت شيئا حسنا؟! وأنت قد خلقك إلهنا من طين، ويعمل فيك كل ما تأتيه من صلاح، ولماذا تحتقر قريبك ألا تعلم أنه لولا حفظ الله إياك من الشيطان، لكنت شرا من الشيطان (2)؟ " " قل لي أيها الإنسان الذي تدين غيرك، ألا تعلم أن منشأ كل البشر من طينة واحدة؟ ألا تعلم أنه لا يوجد أحد صالح إلا الله وحده، ولذلك كان كل إنسان كاذبا وخاطئا، صدقني أيها الإنسان، أنك إذا كنت تدين غيرك على ذنب، فإن في قلبك ما تدان عليه (3) ".!
(و) مراقبة الله في الكبرياء:
قال تعالى " سأصرف عن آياتي، الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق "، ويقول الغزالي إن الكبر ينقسم إلى خلق باطن في النفس (يسمى كبرا) وإلى أعمال ظاهرة تصدر عن الجوارح (تسمى تكبرا)، فالأصل هو الخلق الذي في النفس، وهو الركون إلى رؤية النفس فوق المتكبر عليه (فيستعظم نفسه)، فهذه الرؤية وهذه العقيدة تنفخ فيه، فيحصل في قلبه اعتداد وفرح بما اعتقده وعز في نفسه بسبب ذلك، ثم هذه العزة تقتضي أعمالا في الظاهر والباطن، وهي ثمرات، ويسمى ذلك تكبرا.

(1) راجع ص 139 من إنجيل برنابا.
(2) راجع ص 197 و 198 من إنجيل برنابا.
(3) راجع ص 79 من إنجيل برنابا.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»