منهي عنه، بل إنه من السنن الحسنة التي أوصى رسول الله بالدفن فيها وعمل بها وزاد في بنائها أصحابه والتابعون والخلفاء كما هو كذلك في بناء مزار ذوي القرباء التي كانت قبل ذلك بيت عقيل.
مضافا إلى أن الوهابيون قد قاموا ببناء جدار حول مقبرة البقيع، التي تعد مزارا للمؤمنين وجعلوا لها بابا كما عمروا سقف مزار النبي وقبته أخيرا خلافا لبدء تسلطهم على المدينة حيث أرادوا تهديمه ولم يقدروا عليه وهذا يناقض اعتقاداتهم بحرمة البناء حول المزار.
وأن اتخاذ القرار من مثل الوهابيون المشركين بتهديم هذه الأماكن على " أساس أن هذا الأمر شرك وأن من قام ببنائها وأوصى بالدفن فيها مشرك " يعد إهانة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والخلفاء.
البكاء على الميت إن في القرآن الكريم والسنة المتواترة شواهد جليلة على جواز البكاء على الفقيد. وأوضح ما ورد في القرآن الكريم وصفه تعالى حالة يعقوب - عليه السلام - بعد ضياع يوسف - عليه السلام - منه وانقطاع أخباره، إذ يقول تعالى: (وتولى عنهم وقال يا أسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين * قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون) 1.