الموحدين بكل ما للكلمة من معنى.
فالتوحيد عقيدتنا والعمل به، شريعتنا فلن نحيد عن عقيدتنا ولن نهين بشريعتنا. (وما كان لنا أن نشرك بالله من شئ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون * يوسف: 38) أما أولئك الوهابيون الذين يتظاهرون بالذب عن التوحيد ويجوزون التوسل بالأحياء والاستعانة بهم في أمر من الأمور الدنيوية ويحرمون ذلك في الأموات قد دخلوا في الشرك من حيث لا يشعرون لكونهم اعتقدوا تأثير الأحياء دون الأموات مع أنه لا تأثير لأحد في الحقيقة حيا كان أو ميتا وإنما المؤثر الحقيقي هو الله تعالى وحده...
فلينتبه الوهابيون لهذه الحقائق وليعلموا أن ليس في هذه التوسلات ما يستلزم تكفير المسلم، الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. ولمزيد من التوضيح في هذا الموضوع فإن منكري التوسل بالأنبياء والصالحين قد لا ينكرون على مناسك الحج التي فرضها الله علينا والتي من بينها: الطواف بالبيت العتيق وتقبيل الحجر الأسود والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفات.
ومعلوم أن هذه الأشياء ليست إلا جمادات لا تضر ولا تنفع ولكن قد شرفها الله تعالى وعظمها وأمرنا كذلك بتعظيمها والتبرك بها والدعاء عندها بجميع حوائجنا الدنيوية والأخروية.
ونحن نعلم علم اليقين بأنها لا تأثير لها في قضاء الحوائج ولا قدرة لها على صرف الأقدار ولكن هل يقال إن من قصدها أو تضرع لديها قد كفر بالله أو أشرك به؟ لا! و كلا!
فإذا كانت الجمادات قد حازت هذه الفضائل بمحض فضل الله وإرادته فكيف بأنبياء الله وأوليائه، الذين هم سادة الخلق وقادة الأنام فعند ذكرهم تتنزل الرحمات و بسبب وجودهم ترفع النقمات.
هذا ومن الخطأ الواضح ما زعمه الوهابيون وعقدوا عليه العزم وهو أن نداء الأنبياء أو الأولياء نوع من أنواع الشرك لأنه نداء لغير الله ويقولون بأن ظاهر النداء لا بد و أن يدل على أن المنادى يعتقد من المنادى به القدرة أو التأثير. وحينئذ فاعتقاد القدرة أو