الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٣٣
السلام في حديث آخر: (الرياء هو الشرك الأصغر) رواه أحمد فهذا الشرك المذكور الحاصل بالرياء لا يخرج المسلم عن دائرة الإسلام، وإنما يحبط الأعمال فقط كما وقع عليه الاجماع. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا أشرك فيه غير الله فعمله مردود عليه) وأما الكفر فهو أيضا على أربعة أقسام: كفر الانكار، وذلك بأن لا يعرف الله أصلا ولا يعترف به وكفر الجحود، وكفر المعاندة، وكفر النفاق، فمن لقي ربه بواحدة من هذه لم يغفر له. ويغفر الله ما دون ذلك لمن يشاء.
فأما كفر الانكار، فهو أن يكفر بقلبه ولسانه ولا يعرف ما يذكر له من التوحيد و العبادات.
وأما كفر الجحود فهو أن يعترف بقلبه ولا يقر بلسانه ككفر إبليس وجنوده من شياطين الإنس والجن.
وأما كفر المعاندة فهو أن يعرف الله بقلبه ويقر بلسانه ولا يدين به ككفر أبي جهل وأضرابه.
وأما كفر النفاق فهو الاقرار باللسان وعدم الاعتقاد في القلب كالمنافقين الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم في ذلك إلى يوم القيامة.
والكفر - على وجه التحديد - إنما يكون بإنكار الضروريات من الدين الإسلامي، كإنكار وجود الباري ووحدانيته، وإنكار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، أو رسالة واحد من الرسل عليهم الصلاة والسلام أو بإنكار الفرائض كوجوب الصلاة أو بإنكار واحدة من القواعد الإسلامية الخمسة التي بني عليها الإسلام.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»