الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٢٢
أعداء يتحزبون ضدهم ويتآمرون - ليطفئوا نور الله بأفواههم - ويقولون في حقهم منكرا من القول وزورا ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره متآمرون.
وقد كانت لهذه الفرقة المتطرفة اليد الطولى في هذا المضمار لما جبل أفرادها من الشغف للطعن بأولياء الله وقدح أعراضهم وهتك حرماتهم وإساءة الأدب بهم بصفة لا مبرر لها ولم يسبق لها مثيل.
الوهابية ومنعها التوسل بالأنبياء والصالحين قبل الشروع في تفاصيل هذا الموضوع والبحث عن أحكامه وأهدافه يجب أن نعرف أولا أنه هو الموضوع الرئيسي الذي يمثل جوهر المشكلة ولب الخلاف بين الوهابيين المتطرفين والمسلمين المعتدلين. ذلك لأن الوهابيين يمنعون التوسل بالأنبياء والأولياء و الصالحين ويبالغون في نفيه وإنكاره بل ويحرمونه إطلاقا ويزعمون أنه من الشرك بالله.
ويحملون جميع الآيات القرآنية النازلة في المشركين ومن يعبدون الأصنام على المتوسلين والمستغيثين بالأنبياء و الصالحين. فمن هذه الآيات قوله تعالى: (ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * الأحقاف : 5) وقوله جل شأنه: (فلا تدعوا مع الله أحدا * الجن: 18) وقوله: (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين * يونس: 106) و يزعمون أن كل من استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم أو توسل به أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين أو ناداهم أو سألهم الشفاعة يكون معدودا في جملة هؤلاء المشركين وداخلا في عموم وعيد هذه الآيات. وهو عندهم بمنزلة من يعبد الأصنام، و يتخذ من دون الله شركاء. ومن هنا ثارت ثائرة العداوة والخلافات وقامت القيامة بين أفراد المسلمين وجماعاتهم بصفة لا يمكن تسويتها طالما يصر الوهابيون على هذا الموقف المتطرف المتمثل في تضليل الأمة أو تكفيرها و المتعارض لنصوص الكتاب والسنة و الاجماع.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»