الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٣٠
تكفيرهم لجميع الأمة أو أكثرها وهو مستحيل لقوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس * آل عمران: 110) الآية من سورة آل عمران ولقوله عليه الصلاة و السلام:
(لا تجتمع أمتي على ضلالة) حديث شريف أخرجه الترمذي ما هو الشرك؟ وكم أنواعه؟
الشرك هو الاعتقاد بقلبه إن هناك أحدا يستحق العبادة من دون الله تعالى أو هناك من يشارك الله في الألوهية أو يساعده في الايجاد والتأثير.
ومن الشرك أيضا الاعتقاد بقلبه إن هناك من يملك لنفسه أو لغيره جلب المنافع أو دفع المضار أو هناك من يمكن له التصرف في الأمور أو التأثير في الكائنات من تلقاء نفسه.
ومهما اعتقد المرء شيئا من هذه المذكورات في واحد من المخلوقات، سواء اعتقدها في نبي أو في ولي أو في شيخ أو في حيوان أو في جماد كان مشركا حقا بالإجماع.
لأن المخلوقات كلها على اختلاف أشكالها وتنوع أجناسها لا تستحق العبادة مطلقا وهي لا تملك جلب المنافع ولا دفع المضار ولا قدرة لها على التأثير في حد ذاتها فاعتقاد ذلك على أي مخلوق، آدمي كان أو غيره هو الشرك الأكبر وهو الكفر الصريح.
هذا وليس من المستحيل ولا من الغريب أن يقع بعض الناس غير المعصومين في أودية الكفر والضلال بينما ينهمك البعض الثاني في المعاصي والمنكرات حين يتقيد البعض الآخر بالشريعة الإسلامية والسنة الغراء.
ولا تستغرب هذه الاتجاهات المختلفة والظواهر المتضادة بين أفراد المسلمين و جماعاتهم لأن الله تعالى قد خلق الناس وهم مختلفون في الذكاء والغباوة والضعف و القوة ومتفاوتون في الجهل والمعرفة والاجتهاد والتقصير وتبعا لهذا الاختلاف الطبيعي و التفاوت الفطري فمنهم من يقترب من الإسلام إلى حد مرضى عنه بحيث يأتمر الأوامر ويجتنب النواهي، ومنهم من يبتعد عنه وينحرف عن جادته المستقيمة حسب حال كل فرد وطبيعته وإلى تلك المراتب المتفاوتة أشار القرآن الكريم بقوله: (ثم أورثنا الكتاب
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»