الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٢٥
فإتيان هذا الصحابي الجليل إلى القبر الشريف ونداءه للرسول عليه السلام ليطلب منه أن يستسقى لأمته فهو دليل آخر على أنه جائز وهو من باب التوسل والتشفع و الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وذلك من أعظم القربات وروي عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب وقال:
" اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا " قال فيسقون انتهى وفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حجة على التحقيق لقوله صلى الله عليه وسلم في حقه: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه) ومما ذكر في هذا الباب دليل على أن التوسل بالأموات وخاصة عند أضرحتهم جائز لفعل بلال بن الحارث رضي الله عنه ذلك، عند القبر الشريف.
وكذلك التوسل بغير الأنبياء جائز هو أيضا لموافقته، بفعل سيدنا عمر بن الخطاب. الذي توسل إلى الله بسيدنا عباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه...
ومن أدلة جواز التوسل قصة سواد بن قارب رضي الله عنه التي رواها الطبراني في الكبير وفيها أن سواد بن قارب أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم قصيدة قال فيها:
" وأشهد أن الله لا رب غيره * وأنك أدنى المرسلين وسيلة وأنك مأمون على كل غائب * إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب وكن لي شفعا يوم لا ذو شفاعة * بمغن فتيلا سواد بن قارب " فلم ينكر عليه رسول الله قوله أدنى المرسلين وسيلة ولا قوله وكن لي شفيعا. و كذلك من أدلة التوسل مرثية صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها عمة رسول الله فإنها رثته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بأبيات قالت فيها:
" ألا يا رسول الله أنت رجاؤنا * وكنت بنا برا ولم تك جافيا " ففيها النداء بعد وفاته ولم ينكر عليها أحد من الصحابة قوله يا رسول الله أنت
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»