الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٢٤
خطابهم. وإنما يجب أن نميز بين كلمة " الدعاء " التي بمعنى العبادة والتي بمعنى النداء، كيلا نضل ولا نضل...
أما التوسل فجائز شرعا ومرغوب فيه أيضا لأنه من فعل الأنبياء والسلف الصالحين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
وقد توسل أبونا أدم بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما في الحديث: (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي فقال الله تعالى يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب إنك لما خلقتني رفعت رأسي رأيت على قوائم العرش مكتوبا " لا إله إلا الله محمد رسول الله " فعلمت أنك لم تضف اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى وإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك) رواه الحاكم وصححه الطبراني.
وإلى هذا الحديث أشار الإمام مالك رضي الله عنه للخليفة المنصور لما سأله و هو بالمسجد النبوي فقال لمالك يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدعو؟ فقال له الإمام مالك رضي الله عنه ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى بل استقبل واستشفع به فيشفعه الله فيك...
وأما صدور التوسل من النبي صلى الله عليه و سلم فقد صح في أحاديث كثيرة منها قوله: (اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك) وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما ماتت فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ألحدها صلى الله عليه وسلم في القبر بيده الشريفة و قال: (اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي إنك أرحم الراحمين) وكان الصحابة يتوسلون برسول الله في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
وقد روى البيهقي وابن أبي شيبة بإسناد صحيح: إن الناس أصابهم قحط في خلافة عمر رضي الله عنه فجاء بلال بن الحارث رضي الله عنه إلى القبر الشريف وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم هلكوا فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وأخبره أنهم يسقون وكان كذلك.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»