الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٢١
المعنوية وحسبه فخرا كونه بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن فيه غير هذا التعريف الذهبي لكفى.
فمن كانت هذه سيرته وهذا تعريفه لا يمكن لعبد الرحمان الإفريقي وأمثاله أن يدنسوا عرضه أو يشوشوا سمعته ولا يتضرر القمر بنبح الكلاب وأعرف يقينا بأن تأليفه لهذا الكتاب سيمثل له كالباحث عن حتفه بظلفه، وأنه سيحاسب عليه لما في الحديث: (من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) وهذه المؤلفة من أسوأ المحدثات لما فيها من المنشورات الفظيعة والعبارات الشنيعة الموجهة مباشرة إلى الشيخ أحمد التجاني، وإلى الشيخ الحاج عمر الفوتي رضي الله عنهما. والتي تهدف إلى تشويش سمعة الطريقة التجانية وإلى تجميدها وتحريفها عن موضعها.
وإذا كان هذا التأليف لا يأمرنا إلا بترك الطريقة التجانية التي مدارها الاستغفار، والهيللة، والصلاة على النبي. ولا ينهانا إلا من محبة السادة الصوفية وموالاة أولياء الله تعالى. فما الفرق - يا ترى - بين هذا المؤلف المسبوق وبين أولئك الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف..
وهناك من الوهابيين من أعرف أسماءهم وألقابهم يأخذون " كتاب جواهر المعاني " إلى الأسواق وإلى أنديتهم العامة رغم مستواهم السافل في العلوم والثقافة فيشرعون في مطالعته، جاهلين أو متجاهلين عن مستوى هذا الكتاب الرفيع وينظرون إليه بعين الانكار والنقد والاستهزاء ويؤولون عباراته بأقبح التأويلات حين لا يعرفون أن للأولياء كلاما لا يفهمه إلا الخواص ورحم الله من قال:
" كلام الأولياء لست أفهم * لأنني أنا أنا وهم هم " ويقول هؤلاء في الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه - على مرأى ومسمع من الناس - ما هو برئ منه. ويخوضون في قدح عرضه، وهتك حرماته ما أمكن لهم الخوض و يتنافسون في ذلك حسب وقاحتهم وعنادهم ويمكرون به، وبطريقته ويمكر الله بهم وهو خير الماكرين وهكذا شاءت الإرادة الإلهية أن يكون لأولياء الله في كل زمان ومكان
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»