الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٢٢
الحاجة ومنع الناس من قراءة دلائل الخيرات ومن الرواتب والأذكار ومن قراءة المولد الشريف ومن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام في المنائر بعد الأذان وقتل من فعل ذلك ومنع الدعاء بعد الصلاة وكان يصرح بكفر المتوسل بالأنبياء. والملائكة والأولياء. ويزعم أن من قال لأحد مولانا أو سيدنا فهو كافر ومن أعظم قبائح الوهابية اتباع ابن عبد الوهاب قتلهم الناس حين دخلوا الطائف قتلا عاما حتى استأصلوا الكبير والصغير. وأودوا بالمأمور والأمير. والشريف والوضيع. وصاروا يذبحون على صدر الأم طفلها الرضيع ووجدوا جماعة يتدارسون القرآن فقتلوهم عن آخرهم ولما أبادوا من في البيوت جميعا خرجوا إلى الحوانيت والمساجد وقتلوا من فيها وقتلوا الرجل في المسجد وهو راكع أو ساجد حتى أفنوا المسلمين في ذلك البلد ولم يبق فيه إلا قدر نيف وعشرين رجلا تمنعوا في بيت الفتني بالرصاص أن يصلوهم وجماعة في بيت الفعر قدر المائتين وسبعين قاتلوهم يومهم ثم قاتلوهم في اليوم الثاني والثالث حتى راسلوهم بالأمان مكرا وخديعة فلما دخلوا عليهم وأخذوا منهم السلاح قتلوهم جميعا وأخرجوا غيرهم أيضا بالأمان والعهود إلى وادي (وج) وتركوهم هنا لك في البرد والثلج حفاة عراة مكشوفي السوآت هم ونساؤهم من مخدرات المسلمين ونهبوا الأموال والنقود والأثاث وطرحوا الكتب على البطاح وفي الأزقة والأسواق تعصف بها الرياح وكان فيها كثير من المصاحف ومن نسخ البخاري ومسلم وبقية كتب الحديث والفقه وغير ذلك تبلغ الوفا مؤلفة فمكثت هذه الكتب أياما وهم يطؤونها بأرجلهم ولا يستطيع أحد أن يرفع منها ورقة ثم أخربوا البيوت وجعلوها قاعا صفصفا وكان ذلك سنة 1217
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»