الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٢٣
* (الوهابية وحديث بغيها) * إن زعيم الوهابية اليوم هو عبد الرحمن بن فيصل من أولاد محمد بن سعود الباغي الذي حاد عن طاعة الخلافة العظمى الإسلامية سنة 1205 واستمرت له وقائع مع الشريف غالب إلى سنة 1220 حتى إذا عجز الشريف عن حربه جهزت الدولة العلية عليه عساكرها وناطت الأمر بوزيرها المرحوم محمد علي باشا صاحب مصر وولده المرحوم إبراهيم باشا فأبادهم سنة 1233 كما ألمعنا إليه في مقالتنا السابقة مما هو مسطور في كتب التاريخ وعبد الرحمن هذا كان قبل ثلاثين سنة تقريبا أميرا على الرياض فلما استولى عليها المرحوم أمير نجد محمد بن الرشيد هرب عبد الرحمن بن سعود إلى بعض السواحل البحرية وأخيرا التجأ إلى الكويت وبقي هناك يعيش في فقر مدقع لا يرحمه أحد إلى أن عطفت عليه الدولة العلية وأجرت له جراية أزالت ما كان فيه من الفقر وصار يعيش في أرغد عيش على نفقتها في تلك الديار لما توفي محمد بن الرشيد رحمه الله وتأمر مكانه ابن أخيه أمير نجد الحالي عبد العزيز بن متعب بن الرشيد اتفق أن حدثت واقعة بين عبد العزيز المشار إليه وبين شيخ الكويت مبارك بن صباح وذلك أن مباركا المذكور كان قد قتل أخاه محمد بن صباح الذي كان حينئذ قائمقام من قبل الدولة العلية في الكويت وقتل أخا له آخر أيضا وغصب أموالا طائلة من أولاد هما الذين فروا من عقابه ثم إن خال أولئك الأولاد وهو يؤسف بن إبراهيم التجأ إلى الأمير عبد العزيز بن الرشيد منتصرا بحضرته على مبارك المذكور لكي يسترد منه ما اغتصبه من أموال ولد أخته فجرت بينه وبين ابن صباح في ذلك مخابرات آلت أخيرا إلى أن جهز كل من
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»