الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٢٦
فأوعى كل رطب ويابس وتغافل عما جاء به كتاب الله من قوله تعالى (ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) على أنه لم يأخذ من كتاب الله إلا ما نزل في المشركين من الآيات فأولها ظلما منه وتجاسرا على الله تأويلا يسهل له الحصول على أمنيته وذلك بأن حملها على المسلمين فكفرهم منذ ستمائة عام وهدر دماءهم وأباح أموالهم وجعل بلادهم بلاد حرب وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل كما في الصحيحين (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) الحديث وفي الصحيحين من حديث عمر (نبي الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله) الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم لو فد عبد القيس (آمركم بالإيمان بالله وحده أتدرون ما الإيمان بالله وحده شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) الحديث كما في الصحيحين وقوله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم (كفوا عن أهل لا إله إلا الله) لكن ابن عبد الوهاب ومن تابعه خالفوا هذه الأحاديث وكفروا كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله ممن لم يكن على شاكلتهم زعما منهم أن من قالها وهو يتوسل بنبي أو يدعو غائبا أو ميتا أو ينذر له كان كأنه اعتقد خلافها وما مأر به في ذلك إلا ترويج مدعاه الكاسد ونحن سنبين فيما يأتي إن شاء الله تعالى بطلانه ونظهر للقارئ زيفه ومن عجيب أمره أنه يموه على الناس بدعوى توحيد الله وتنزيهه قائلا إن التوسل بغير الله شرك مع أنه يفصح عن استواء الله تعالى على العرش بمثل الجلوس عليه ويثبت له اليد والوجه والجهة ويقول بصحة الإشارة إليه
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»