الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ١١
(وكم لأمير المؤمنين مآثر * بهن صنوف الناس تدري وتعلم) (ويشهد حتى الأجنبي بفضله * فكيف يسئ الظن من هو مسلم) (سلام على العهد الحميدي أنه * لأسعد عهد في الزمان وانعم) خلد الله أيام السلطنة الحميدية والبس دولتها أحسن لبسها. وجدد لها أنس السعادة حتى لا تخلو من أنسها. وأعلى سماءها إن تسموا الهمم إلى لمسها وجعل غدها أفضل من يومها ويومها أفضل من أمسها. ونسخ بسلطانها أمر الدول السالفة فلا يذكر ما أسسته أيام رومها ولا أيام فرسها. وأضاء بوجود ملكها الأعظم سماء الخلافة فجعله بمثابة شمسها (عبد الحميد الإمام الحق ما ولدت * أم المعالي له مثلا ولا شبها) (نفديه بالمال والأرواح من ملك * تحسن الملك في أيامه وزها) ذلل اللهم لحضرته رقاب البلاد والعباد. واقض لإحسانه ومهابته بملك القلوب والأجساد. واجعل أبواب جلالته مسجدا لكل محبت وموردا لكل صاد. وزد ملكه على التناهي زيادة لا يأخذ نقصها في الازدياد. واجر ولاءه في العبادات. مجرى النية من الأعمال والطهور من الصلوات والتسبيح من الأوراد. اللهم أدمه واجعل السماء أرضا لجنابه. والكواكب أترابا للفائز بلثم ترابه. واصرف الناس بين حكم سيفه وكتابه. واقرن طاعته بالعمل الصالح الذي يتجمل صاحبه في الدنيا بزينة ثوبه وفي الآخرة بحسن ثوابه كم له أيده الله تعالى من مآثر فائقة. وبيض نعم متلاحقة. طوق بها أعناق تبعته الصادقة. مضيئة تحسبها شموسا شارقة. ومن نقم أخزى بها الفرق المارقة وقهر بها الزنادقة. أرسلها عليهم صاعقة إثر صاعقة. فالألسن بحمده ناطقة. والأفئدة على ولائه متوافقة والقلوب بعد له واثقة. فلو جمعت الأعصار في صعيد واحد لكان
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»