الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٢٠
ابن عبد الوهاب يدعو الناس إلى الدين ويثبت في قلوبهم أن جميع من هو تحت السماء. مشرك بالأمراء. ومن قتل مشركا فقد وجبت له الجنة وكان ابن سعود يمتثل كلما يأمره به فإذا أمره بقتل إنسان أو أخذ ماله سارع إلى ذلك فكان ابن عبد الوهاب في قومه. كالنبي في أمته. لا يتركون شيئا مما يقوله ولا يفعلون شيئا إلا بأمره ويعظمونه غاية التعظيم. ويبجلونه غاية التبجيل وما زالت أحياء العرب وقبائلها تطيعه حتى اتسع بذلك ملك ابن سعود وملك أولاده بعده وحاربه الشريف غالب (رحمه الله) خمس عشرة سنة حتى عجز عن حربة ولم يبق أحد إلا صار من حزبه ودخل مكة بالصلح سنة ألف ومائتين وعشرين واستمر فيها سبع سنين إلى أن جهزت الدولة العلية عساكرها المنصورة عليه ووجهت الأمر إلى وزيرها المفخم محمد علي باشا صاحب مصر فأتاه بجيوش باسلة وطهر الأرض منه ومن أتباعه ثم جهز ابنه إبراهيم باشا فوصل بجيوشه إلى الدرعية سنة 1233 فأفني وأباد من بقي منهم ومن قبائح ابن عبد الوهاب الشنيعة أنه منع الناس من زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فبعد منعه خرج أناس من الأحساء وزاروه صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا مروا على ابن عبد الوهاب في الدرعية فأمر بحلق لحاهم وأركبهم مقلوبين إلى الأحساء.
قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الخوارج في أحاديث كثيرة فكانت من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام لأن فيها اخبارا بالغيب فمنها قوله عليه الصلاة والسلام (الفتنة من ههنا الفتنة من ههنا) وأشار إلى المشرق وقوله صلى الله عليه وسلم (يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»