الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ١٨
مشركين ويستحل دماءهم وأموالهم ويثبت الإيمان لمن اتبعه وإن كان من أفسق الناس وكان عليه ما يستحق من الله ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا بعبارات مختلفة منها قوله فيه أنه (طارش) وهو في لغة العامة بمعنى الشخص الذي يرسله أحد إلى غيره والعوام لا يستعملون هذه الكلمة فيمن به حرمة عندهم ومنها قوله إني نظرت في قصة الحديبية فوجدت فيها كذا وكذا من الكذب إلى غير ذلك من الألفاظ الاستخفافية حتى أن بعض أتباعه يقول بحضرته إن عصاي هذه خير من محمد لأني انتفع بها ومحمد قد مات فلم يبق فيه نفع وهو يرضي بكلامه وهذا كما تعلم كفر في المذاهب الأربعة ومنها أنه كان يكره الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وينهى عن ذكرها ليلة الجمعة وعن الجهر بها على المنابر ويعاقب من يفعل ذلك عقابا شديدا حتى أنه قتل رجلا أعمي مؤذنا لم ينته عما أمره بتركه من ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان ويلبس على أتباعه قائلا إن ذلك كله محافظة على التوحيد وكان قد أحرق كثيرا من كتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كدلائل الخيرات وغيرها وكذلك أحرق كثيرا من كتب الفقه والتفسير والحديث مما هو مخالف لأباطيله وكان يأذن لكل من تبعه أن يفسر القرآن بحسب فهمه تمسك ابن عبد الوهاب في تكفير الناس بآيات نزلت في المشركين فحملها على الموحدين وقد روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين وفي رواية أخري عن ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال (أخوف ما أخاف على أمتي رجل متأول للقرآن يضعه في غير موضعه) فهذا وما قبله صادق على ابن عبد الوهاب وأتباعه ويظهر من أقواله وأفعاله
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»