الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٢٥
تشكر. وبسالة يخلد ذكرها ولا تنكر. وأما المنهزمون فهم اليوم متحصنون ببعض تلك البلاد والعساكر المنصورة مع جيوش الأمير ابن الرشيد محدقون بهم. ومجدون في تنكيلهم. وكبح جماحهم. وفقهم الله تعالى لذلك * (عقيدة الوهابية) * لما رأى ابن عبد الوهاب أن قاطني بلاد نجد بعيدون عن عالم الحضارة لم يزالوا على البساطة والسذاجة في الفطرة قد ساد عليهم الجهل حتى لم يبق للعلوم العقلية عندهم مكانة ولا رواج وجد هنالك من قلوبهم ما هو صالح لا يزرع فيه بذور الفساد مما كانت نفسه تنزع إليه وتمنيه به من قديم الزمان وهو الحصول على رياسة عظيمة ينالها باسم الدين إذ كان لحاه الله يعتقد أن النبوات لم تكن إلا رياسة وصل إليها دهاة البشر حين ساعدتهم الظروف عليها بين ظهراني قوم جاهلين ليس لهم من العلم نصيب وحيث أن الله تعالى قد أرتج باب النبوة بعد خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يجد للحصول على أمنيته طريقا بين أولئك الأنعام إلا أن يدعي أنه مجدد في الدين مجتهد في أحكامه فحمله هذا الأمر أن كفر جميع طوائف المسلمين وجعلهم مشركين بل أسوأ حالا. وأشد كفرا وضلالا. فعمد إلى الآيات القرآنية النازلة في المشركين فجعلها عامة شاملة لجميع المسلمين الذين يزورون قبر نبيهم صلى الله عليه وسلم ويستشفعون به إلى ربهم نابذا وراء ظهره كل ما خالف أمانيه الباطلة وسولته له نفسه الأمارة بالسوء من أحاديث سيد المرسلين. وأقوال أئمة الدين والمجتهدين. حتى أنه لما رأى الإجماع مصادما لما ابتدعه أنكره من أصله وقال لا أرى للناس بعد كتاب الله الذي جمع
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»