دلائل النبوة وفي الحديث الصحيح عن سليمان التيمي وثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره * وروينا في الحديث الصحيح عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي * وذكر إبراهيم وعيسى ووصفهم ثم قال فحانت الصلاة فأممتهم وروينا في حديث ابن المسيب أنه لقيهم في بيت المقدس * وروينا في حديث أنس أنه بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وروينا في الحديث الصحيح عن أنس عن مالك بن صعصعة وعن أنس عن أبي ذر رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى موسى بن عمران في السماء السادسة * وليس بين هذه الأخبار منافاة فقد يراه في مسيره قائما يصلي في قبره ثم يسري به إلى بيت المقدس كما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم فرآه فيه ثم يعرج به إلى السماء السادسة كما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم فرآه في السماء وكذلك سائر من رآه من الأنبياء في الأرض ثم في السماء والأنبياء صلوات الله عليهم أحياء عند ربهم كالشهداء فلا ينكر حلولهم في أوقات بمواضع مختلفات كما ورد خبر الصادق به * هذا كلام البيهقي وقد ثبت في الصحيح في حديث الإسراء أنه صلى الله عليه وسلم وجد آدم في السماء الدنيا وقال فيه فإذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح ووجد إبراهيم في السابعة مسندا ظهره إلى البيت المعمور وقال صلى الله عليه وسلم مررت ليلة أسري بي على موسى بن عمران رجل آدم طوال جعد كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس (وقال) في حديث آخر لقيت موسى فإذا برجل حسبته قال مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة ولقيت عيسى فإذا ربعة
(١٥٣)