في إطلاق لفظ الاستغاثة ولكن ذلك لا يحتاج إليه لأن معنى الاستغاثة والسؤال واحد سواء عبر عنه بهذا اللفظ أم بغيره والنزاع في ذلك نزاع في الضروريات وجوازه شرعا معلوم فتخصيص هذه اللفظة بالبحث مما لا وجه له وإنكار السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم مخالف لما قدمناه من الأحاديث والآثار وما أشرنا إليه مما لم نذكره (الباب التاسع في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام) قد تضمنت الأحاديث المتقدمة أن روح النبي صلى الله عليه وسلم ترد عليه وأنه يسمع ويرد السلام فاحتجنا إلى النظر فيما قد قيل في ذلك بالنسبة إلى الأنبياء والشهداء وسائر الموتى وقد رتبنا الكلام في هذا الباب على فصول * (الفصل الأول فيما ورد في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام) صنف الحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله في ذلك جزءا وروى فيه أحاديث منها الأنبياء صلوات الله عليهم أحياء في قبورهم يصلون * ورواه ابن عدي في الكامل أنبأنا غير واحد إذنا عن ابن المقير عن ابن الشهرزوري أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أحمد بن عدي الحافظ قال حدثنا قسطنطين بن عبد الله الرومي مولى المعتمد على الله أمير المؤمنين حدثنا الحسين بن عرفة حدثني الحسن بن قتيبة المدائني حدثنا المستلم بن سعيد الثقفي عن الحجاج الأسود عن ثابت البناني عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنبياء صلوات الله عليهم أحياء في قبورهم يصلون * قال ابن عدي وللحسن بن قتيبة هذا أحاديث غرائب حسان فأرجو أنه لا بأس به وذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وذكره الخطيب في التاريخ وقال عن البرقاني عن الدارقطني أنه متروك الحديث وروى البيهقي هذا الحديث في صدر الجزء الذي صنفه عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن الخليل الصوفي عن ابن عدي بسنده
(١٤٩)