تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ١٥٤
أحمر كأنما خرج من ديماس (يعني حماما) ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به وفي حديث آخر أراني ليلة عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرجل له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها فهي تقطر ماء متكئا على رجلين أو على عواتق رجلين يطوف بالبيت فسألت من هذا فقيل هذا المسيح بن مريم وفي حديث لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربا ما كربت مثله قط قال فرفعه الله انظر إليه ما يسألوني عن شئ إلا أنبأتهم وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى بن مريم قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم (يعني نفسه) فحانت لصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال قائل يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه فالتفت إليه فبدأني بالسلام وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي الأزرق فقال كأني أنظر إلى موسى هابطا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية ثم أتى على ثنية هرشى فقال كأني أنظر إلى يونس بن متي على ناقة حمراء جعدة عليه جبة من صوف خطام ناقته خلية وهو يلبي وفي حديث آخر كأني أنظر إلى موسى واضعا إصبعيه في أذنيه وهذه الأحاديث كلها في الصحيح وقد تقدم في موسى وعيسى وجميع الأنبياء المذكورين شئ كثير من صفات الأجسام وكذلك صلاتهم قياما وإمامة النبي صلى الله عليه وسلم بهم ولا يقال إن ذلك رؤيا منام وأن قوله أراني فيه إشارة إلى النوم لأن الإسراء وما اتفق فيه كان يقظة على الصحيح الذي عليه جمهور السلف والخلف ولو قيل بأنه نوم فرؤيا الأنبياء حق وقوله أراني لا دلالة فيه على المنام بدليل قوله رأيتني في الحجر وكان ذلك في اليقظة كما يدل عليه بقية الكلام وقال تعالى فلا تكن في مرية من لقائه
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»