وفي صحيح مسلم كان قتادة يفسرها أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد لقي موسى وقد قيل في قوله تعالى واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم ليلة الإسراء قال القاضي عياض رحمه الله فإن قيل يحجون ويلبون وهم أموات وهم في الدار الآخرة وليست دار عمل فاعلم أن للمشايخ وفيما ظهر لنا عن هذا أجوبة (أحدها) أنهم كالشهداء بل أفضل منهم والشهداء أحياء عند ربهم فلا يبعد أن يحجوا ويصلوا كما ورد في الحديث الآخر وأن يتقربوا إلى الله تعالى بما استطاعوا وأنهم وإن كانوا قد توفوا فهم في هذه الدنيا التي هي دار العمل حتى إذا فنيت مدتها وتعقبتها الآخرة التي هي دار الجزاء انقطع العمل (والوجه الثاني) أن عمل الآخرة ذكر ودعاء قال الله تعالى دعواهم فيها سبحانك اللهم (الثالث) أن تكون رؤيا منام فهم في غير ليلة الإسراء (الرابع) أنه صلى الله عليه وسلم أرى حالهم التي كانت في حياتهم ومثلوا له في حال حياتهم كيف كانوا وكيف كان حجهم وتلبيتهم (الخامس) أن يكون أخبر عما أوحى إليه صلى الله عليه وسلم من أمرهم وما كان منهم وإن لم يرهم رؤية عين هذا كلام القاضي والوجه الأول والثاني يلزم منهما الحياة والثالث لا يأتي في ليلة الإسراء والرابع والخامس إنما يأتيان في الحج والتلبية ونحوهما وأما فيما حصل ليلة الإسراء فلا * والجواب الصحيح في الصلاة ونحوها أحد جوابين إما أن يقول البرزخ ينسحب عليه حكم الدنيا في استكثارهم من الأعمال وزيادة الأجور وهو الجواب الأول الذي ذكره القاضي وإما أن يقول إن المنقطع في الآخرة إنما هو التكليف وقد تحصل الأعمال من غير تكليف على سبيل التلذذ بها والخضوع لله تعالى ولهذا أنهم يسبحون ويدعون ويقرؤون القرآن وانظر إلى سجود النبي صلى الله عليه وسلم وقت الشفاعة أليس ذلك عبادة وعملا وعلى كلا الجوابين لا يمتنع حصول هذه الأعمال في مدة البرزخ
(١٥٥)