ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فرآهما جميعا وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين وروى مسلم رحمه الله من حديث أسماء قريبا منه وفيه وأما المنافق أو المرتاب قال الراوي لا أدري أي ذلك قالت أسماء وفي الترمذي أن الملكين يقولان للمؤمن ثم كنومة العروس لا يوقظه إلا أحب أهله إليه * وبالإسناد إلى البخاري قال حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله حدثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شئ إلا الإنسان ولو سمعه صعق * وبالإسناد إلى البخاري قال حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث بن سعد فذكر بمثله وقال قالت لأهلها يا ويلها وقال ولو سمع الإنسان لصعق فانظر هذه الأحاديث الصحيحة التي لا مرية فيها وتأكيد الكلام بما لا يحتمل المجاز وهو قول يسمع صوتها كل شئ إلا الإنسان ولولا هذا لأمكن أن يحمل على القول بلسان الحال لكن بعد هذا لا يسوغ هذا الحمل وأيضا فإن لسان الحال معلوم عند الإنسان فلا شك في حصول كلام حقيقي هذا ونحن نشاهده على أعناق الرجال ميتا ومن الأحاديث الصيحة المتفق عليها نداؤه صلى الله عليه وسلم أهل القليب وقوله ما أنتم بأسمع لما أقول منهم (وأما الادراك) فيدل له مع ذلك الأحاديث الواردة في عذاب القبر وهي أحاديث صحيحة متفق
(١٦٤)