المستغاث به وفي كتاب سيبويه رحمه الله تعالى فاستغاث بهم ليشتروا له كليبا فيصح أن يقال استغثت النبي صلى الله عليه وسلم وأستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم بمعنى واحد وهو طلب الغوث منه بالدعاء ونحوه على النوعين السابقين في التوسل من غير فرق وذلك في حياته بعد موته ويقول استغثت الله وأستغيث بالله بمعنى طلب خلق الغوث منه فالله تعالى مستغاث فالغوث منه خلقا وإيجاد أو النبي صلى الله عليه وسلم مستغاث والغوث منه تسببا وكسبا ولا فرق في هذا المعنى بين أن يستعمل الفعل متعديا بنفسه أو لازما أو تعدى بالباء وقد تكون الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم على وجه آخر وهو أن يقال استغثت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم كما تقول سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم فيرجع إلى النوع الأول من أنواع التوسل ويصح قبل وجوده وبعد وجوده وقد يحذف المفعول به ويقال استغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى فصار لفظ الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم له معنيان (أحدهما) أن يكون مستغاثا (والثاني) أن يكون مستغاثا به والباء للاستعانة فقد ظهر جواز إطلاق الاستغاثة والتوسل جميعا وهذا أمر لا يشك فيه فإن الاستغاثة في اللغة طلب الغوث وهذا جائز لغة وشرعا من كل من يقدر عليه بأي لفظ عبر عنه كما قالت أم إسماعيل أغث إن كان عندك غواث وقد روينا في المعجم الكبير للطبراني حديثا ظاهره قد يقدح في هذا قال الطبراني حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة المصري حدثنا سعيد بن عفير حدثنا ابن لهيعة عن الحرث بن يزيد عن علي بن رباح عن عبادة قال قال أبو بكر رضي الله عنه قوموا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله عز وجل وهذا الحديث في إسناده عبد الله بن لهيعة وفيه كلام مشهور فإن صح الحديث فيحتمل معاني (أحدها) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أجرى على المنافقين أحكام المسلمين بأمر الله
(١٤٧)