فبات الناس يدوكون (1) ليلتهم أيهم يعطاها. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها. قال عمر بن الخطاب ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال فتساورت (2) لها رجاء أن أدعى لها.
فقال صلى الله عليه وسلم: " أين علي بن أبي طالب ".
فقيل له: هو يا رسول الله يشتكي عينيه.
قال صلى الله عليه وسلم: " فأرسلوا إليه " فأتي به فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية.
فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا.
فقال صلى الله عليه وسلم:
" انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ". ففتح الله على يديه.
وجاء في رواية: فما لحق به آخر أصحابه حتى فتح على أولهم.
وفي أخرى: " فما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح لأولهم " (3).