شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٩٦
والقرآن مملوء من هذه الطريق وهى طريق الخواص يستدلون بالله على أفعاله وما يليق به ان يفعل ولا يفعله قال تعالى * (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين) * الحاقة وسيأتي لذلك زيادة بيان إن شاء الله تعالى ويستدل أيضا بأسمائه وصفاته على وحدانيته وعلى بطلان الشرك كما في قوله تعالى * (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون) * الحشر وأضعاف ذلك في القرآن وهذه الطريق قليل سالكها لا يهتدي إليها الا الخواص وطريقة الجمهور الاستدلال بالآيات المشاهدة لأنها أسهل تناولا وأوسع والله سبحانه يفضل بعض خلقه على بعض فالقرآن العظيم قد اجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره فإنه الدليل والمدلول عليه والشاهد والمشهود له قال تعالى لم طلب آية تدل على صدق رسوله * (أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون) * العنكبوت الآيات وإذا عرف أن توحيد الإلهية هو التوحيد الذي أرسلت به الرسل وأنزلت به الكتب كما تقدمت اليه الإشارة فلا يلتفت إلى قول من قسم التوحيد إلى ثلاثة أنواع وجعل هذا النوع توحيد العامة والنوع الثاني توحيد الخاصة وهو الذي يثبت بالحقائق والنوع الثالث توحيد قائم بالقدم وهو توحيد خاص الخاصة فان أكمل الناس توحيدا الأنبياء صلوات الله عليهم والمرسلون منهم أكمل في ذلك وأولو العزم من الرسل أكملهم توحيدا وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم أجمعين وأكملهم توحيدا الخليلان محمد وإبراهيم صلوات الله عليهما وسلامه فإنهما قاما من
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»