شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٩٢
أنه هو وحده المستحق للعبادة تضمن هذا الاخبار أمر العباد والزامهم بأداء ما يستحق الرب تعالى عليهم وأن القيام بذلك هو خالص حقه عليهم وأيضا فلفظ الحكم والقضاء يستعمل في الجملة الخبرية ويقال للجملة الخبرية قضية وحكم وقد حكم فيها بكذا قال تعالى * (ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون أصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون) * فجعل هذا الاخبار المجرد منهم حكما وقال تعالى * (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون) * لكن هذا حكم لا الزام معه والحكم والقضاء بأنه لا إله إلا هو متضمن الالزام ولو كان المراد مجرد شهادة لم يتمكنوا من العلم بها ولم ينتفعوا بها ولم تقم عليهم بها الحجة بل قد تضمنت البيان للعباد ودلالتهم وتعريفهم بما شهد به كما أن الشاهد من العباد إذا كانت عنده شهادة ولم يبينها بل كتمها لم ينتفع بها أحد ولم تقم بها حجة وإذا كان لا ينتفع بها الا ببيانها فهو سبحانه قد بينها غاية البيان بطرق ثلاثة السمع والبصر والعقل أما السمع فبسمع آياته المتلوة المبينة لما عرفنا إياه من صفات كماله كلها الوحدانية وغيرها غاية البيان لا كما يزعمه الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة ومعطلة بعض الصفات من دعوى احتمالات توقع في الحيرة تنافى البيان الذي وصف الله به كتابه العزيز ورسوله الكريم كما قال تعالى * (حم والكتاب المبين) * * (الر تلك آيات الكتاب المبين) * * (الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين) * * (هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين) *
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»