التوحيد بما لم يقم به غيرهما علما ومعرفة وحالا ودعوة للخلق وجهادا فلا توحيد أكمل من الذي قامت به الرسل ودعوا اليه وجاهدوا الأمم عليه ولهذا أمر سبحانه نبيه ان يقتدي بهم فيه كما قال تعالى بعد ذكر مناظرة إبراهيم قومه في بطلان الشرك وصحة التوحيد وذكر الأنبياء من ذريته * (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) * الانعام فلا أكمل من توحيد من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتدى بهم وكان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا أصبحوا أن يقولوا أصبحنا على فطرة الاسلام وكلمة الاخلاص ودين نبينا محمد وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين فملة إبراهيم التوحيد ودين محمد صلى الله عليه وسلم ما جاء به من عند الله قولا وعملا واعتقادا وكلمة الاخلاص هي شهادة أن لا إله إلا الله وفطرة الاسلام هي ما فطر عليه عباده من محبته وعبادته وحده لا شريك له والاستسلام له عبودية وذلا وانقيادا وإنابة فهذا توحيد خاصة الخاصة الذي من رغب عنه فهو من أسفه السفهاء قال تعالى * (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين) * البقرة وكل من له حس سليم وعقل
(٩٧)