شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٨٩
وجزائهم ف الحمد لله رب العالمين توحيد الرحمن الرحيم توحيد مالك يوم الدين توحيد إياك نعبد وإياك نستعين توحيد اهدنا الصراط المستقيم توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين الذين فارقوا التوحيد وكذلك شهد الله لنفسه بهذا التوحيد وشهدت له به ملائكته وأنبياؤه ورسله قال تعالى * (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام) * فتضمنت هذه الآية الكريمة إثبات حقيقة التوحيد والرد على جميع طوائف الضلال فتضمنت أجل شهادة وأعظمها وأعدلها وأصدقها من أجل شاهد بأجل مشهود به وعبارات السلف في شهد تدور على الحكم والقضاء والاعلام والبيان والاخبار وهذه الأقوال كلها حق لا تنافي بينها فان الشهادة تتضمن كلام الشاهد وخبره وتتضمن اعلامه واخباره وبيانه فلها أربع مراتب فأول مراتبها علم ومعرفة واعتقاد لصحة المشهود به وثبوته وثانيها تكلمه بذلك وان لم يعلم به غيره بل يتكلم بها مع نفسه ويتذكرها وينطق بها أو يكتبها و ثالثها أن يعلم غيره بما يشهد به ويخبره به ويبينه له ورابعها أن يلزمه بمضمونها ويأمره به فشهادة الله سبحانه لنفسه بالوحدانية والقيام بالقسط تضمنت هذه المراتب الأربع علمه بذلك سبحانه وتكلمه به واعلامه واخباره لخلقه به وأمرهم والزامهم به
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»