شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٨١
وكذلك الشرك بالملائكة والجن واتخاذ الأصنام لهم وهؤلاء كانوا مقرين بالصانع وأنه ليس للعالم صانعان ولكن اتخذوا هؤلاء شفعاء كما أخبر عنهم تعالى بقوله * (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) * * (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون) * وكذلك كان حال الأمم السالفة المشركين الذين كذبوا الرسل كما حكى الله تعالى عنهم في قصة صالح عليه السلام عن التسعة الرهط الذين تقاسموا بالله أي تحالفوا بالله لنبيتنه وأهله فهؤلاء المفسدون المشركون تحالفوا بالله على قتل نبيهم وأهله وهذا بين أنهم كانوا مؤمنين بالله ايمان المشركين فعلم أن التوحيد المطلوب هو توحيد الإلهية الذي يتضمن توحيد الربوبية قال تعالى * (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * * (منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون) * وقال تعالى * (أفي الله شك فاطر السماوات والأرض) *
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»